روايتان صحيحتان سنداً.إحداها صدرت تقية والأخرى أدَّاها راويها بعد اختلاطه..ما الفرق؟!
كاتب الموضوع
رسالة
خادم النبي
عدد المساهمات : 110تاريخ التسجيل : 04/02/2010
موضوع: روايتان صحيحتان سنداً.إحداها صدرت تقية والأخرى أدَّاها راويها بعد اختلاطه..ما الفرق؟! الجمعة 26 فبراير 2010, 1:37 am
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آل بيته الطاهرين ، وبعد ..
يُلاحظ أن السلفية في كثير من جهالاتهم يحاولون عيب شيعة أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله في حالة ما إذا وجدوا عندهم رواية صحيحة من حيث السند مثلاً ، ولكنهم لا يأخذون بها – لكونها تُعارض ما عليه مذهب أهل البيت عليهم السلام – ويحملون صدورها على محمل التقية من أحد المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين مثلاً...
فإذا ما سمعوا - أعني مخالفي مدرسة أهل البيت - هذا من علمائنا ، رأيتهم وكأنهم وقعوا على كنز ثمين لإدانة شيعة آل المصطفى - كما يُخيَّلُ لهم - بأنهم يردّون الأحاديث والروايات بأهوائهم - زعموا - فكل رواية لا تروق لهم ـ أي للشيعة الإمامية - قالوا : (إنها صَدَرتْ تقية)!!!
يقول مرآة التواريخ :
بغض النظر عن الكلام حول مشروعية التقية من عدمها ، ولكن نقول : نحن أيضاً يمكننا الطعن في مسلككم بنفس الكيفية التي تريدون الطعن بها في مسلك علمائنا تجاه بعض الروايات المذكورة ، فنقول :
نجدكم في كثير من رواياتكم ((الصحيحة من حيث السند)) لا تأخذون بها؛ بسبب : أن راويها قد اختلط بآخر حياته ، وأدّاها بعد اختلاطه مثلا ..!!
أو نجد عندكم أيضاً بعض الروايات ؛ مروية عن ساقطي العدالة في بعض صحاحكم ،
فإذا ما قيل لكم : كيف تروون عن هذا الراوي ؛ وهذه حاله ؟!!!
أجبتم : لا ، فهذه الرواية إنّما أدّاها حال استقامته.
وكثير من الأمثلة لو أردنا الاستقصاء ....
فنقول :
ألا يصح لنا أن نعيبكم بأن نقول : كيف رددتم الرواية الفلانية وسندها صحيح عندكم...؟!!
فإذا ما قلتم : أن راويها إنما أدّاها بعد اختلاطه مثلاً ...
قلنا لكم : كيف عرفتم أن هذا الراوي إنّما أدّاها بعد اختلاطه ؟!!
أليس بقرائن خارجية ؟!! أم بالهوى ...!؟؟!!! أم بماذا ؟!!
وكذلك :
ألا يصح لنا أن نعيبكم أيضاً بقولنا : كيف تروون عن فلان الراوي وهو من الخوارج مثلاً ....( ومعروف عن الخوارج انهم إذا هَوَوا أمراً صيَّروه حديثاً ، كما صرَح به أحد التائبين منهم ، أنظر مقدمة لسان الميزان لابن حجر ج1/21) ..!!؟
أو كيف تروون عن فلان الراوي وهو يحمل العقيدة الفلانية الفاسدة (والتي تُردّ بها رواية الراوي) ؟!!
فإذا ما قلتم : إن الرواية الفلانية انما أدّاها قبل فساد عقيدته .... أو بعد توبته مثلاً .. إلخ!
قلنا لكم : كيف عرفتم أنه أدّأها حال استقامته ؟؟!!!
أليس بقرائن خارجية ؟!!! أم بالهوى ؛ دفاعاً عن صحاحكم ؟!!! أم بماذا ؟!!
ولا بأس بذكر بعض الأمثلة لرواة طُعن فيهم بالاختلاط وببعض العقائد وما أُجيب عن إخراج البخاري لهم في صحيحه .... حتى يتّضح الأمر للقارئ الكريم:
مقدمة فتح الباري لابن حجر ج1/221 طبعة بيت الأفكار الدولية ، قال :
(ع - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، أبو محمد البصري . أحد الأثبات . قال علي بن المديني : ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد الأنصاري أصح من كتاب عبد الوهاب . ووثقه العجلي ، ويحيى بن معين وآخرون .
وقال ابن سعد : ثقة وفيه ضعف
قلت : عني بذلك ما نقم عليه من الاختلاط .!!
قال عباس الدوري ، عن ابن معين : اختلط بآخرة . وقال عقبة بن مكرم : واختلط قبل موته بثلاث سنين . وقال عمرو بن علي :اختلط حتى كان لا يعقل .
قلت : احتج به الجماعة ، ولم يكثر البخاري عنه ، والظاهر أنه إنما أخرج له عمَّنْ سمع منه قبل اختلاطه كعمرو بن علي وغيره .
بل نقل العقيلي : أنه لما اختلط حجبه أهله !! فلم يرو في الاختلاط شيئا . والله أعلم .)انتهى من ابن حجر.
مقدمة فتح الباري لابن حجر ج1/209 ، قال : (ع - جرير بن حازم أبو النضر الأزدي البصري . وثقه ابن معين ، وقدمه على أبي الأشهب ، وضعفه في قتادة خاصة . وقال ابن مهدي : هو أثبت من قرة بن خالد . ووثقه العجلي والنسائي . وقال أبو حاتم : صدوق صالح . وقال مهنأ بن يحيى : قال أحمد بن حنبل : كثير الغلط . وقال الأثرم عن أحمد : حدث بمصر أحاديث وهم فيها ، ولم يكن يحفظ .
وقال ابن سعد : ثقة ، إلا أنه اختلط في آخر عمره .
قلت : لكنه ما ضره اختلاطه ، لأن أحمد بن سنان ، قال : سمعت ابن مهدي ، يقول : كان لجرير أولاد ، فلما أحسوا باختلاطه حجبوه ، فلم يسمع أحدٌ منه في حال اختلاطه شيئا .
واحتج به الجماعة . وما أخرج له البخاري من روايته عن قتادة إلا أحاديث يسيرة ، توبع عليها .)انتهى من ابن حجر.
مقدمة فتح الباري لابن حجر ج1/210 ، قال : (ع حجاج بن محمد الأعور المصيصي . أحد الأثبات . أجمعوا على توثيقه .
وذكره أبو العرب الصقلي في "الضعفاء" ، بسبب أنه تغير في آخر عمره واختلط ، لكن ما ضره الاختلاط فإن إبراهيم الحربي حكى : أن يحيى بن معين منع ابنه أن يدخل عليه بعد اختلاطه أحدا . روى له الجماعة .)انتهى من ابن حجر.
مقدمة فتح الباري لابن حجر ج1/206 ، قال : (ع - إبراهيم بن طهمان الخراساني . أحد الأئمة . وثقه ابن المبارك وابن معين والعجلي وابن راهويه والجمهور . وقال ابن عمار : ضعيف . وقال صالح جزرة - لما ذكر له قول ابن عمار فيه - : إنما وقع لابن عمار حديث من رواية المعافى بن عمران عن إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه في أول جمعة جمعت ، قال صالح : وهذا غلط فيه من دون ابراهيم ، لأن الجماعة رووه عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنه ، وهو الصواب ، وكذا هو في تصنيفه . وابن عمار لا يعرف حديث إبراهيم .
قلت : وكذا أخرجه البخاري في أواخر المغازي من حديث أبي عامر العقدي عن ابن طهمان عن أبي جمرة عن ابن عباس . وقال صالح جزرة : كان إبراهيم يميل إلى الإرجاء . وقال الدارقطني : ثقة ، إنما تكلموا فيه للإرجاء . وذكر الحاكم : أنه رجع عن الإرجاء . وأفرط ابن حزم ، فأطلق أنه ضعيف . وهو مردود عليه . وأكثر ما خرج له البخاري في الشواهد ، وأخرج له الباقون .)انتهى من ابن حجر.
مقدمة فتح الباري ج1/225 ، قال : (خ د س - عمران بن حطان السدوسي . الشاعر المشهور . كان يرى رأي الخوارج . قال أبو العباس المبرد : كان عمران رأس القعدية من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم .انتهى . والقعدية : قوم من الخوارج ، كانوا يقولون بقولهم ، ولا يرون الخروج ، بل يزينونه ، وكان عمران داعية إلى مذهبه . وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي عليه السلام بتلك الأبيات السائرة .!! وقد وثقه العجلي . وقال قتادة : كان لا يُتَّهم في الحديث . وقال أبو داود : ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج !!! ، ثم ذكر عمران هذا وغيره . وقال يعقوب بن شيبة : أدرك جماعة من الصحابة ، وصار في آخر أمره إلى أن رأى رأي الخوارج . وقال العقيلي : حدَّثَ عن عائشة ، ولم يتبين سماعه منها .
قلت : لم يخرج له البخاري سوى حديث واحد من رواية يحيى بن أبي كثير عنه ، قال : سألت عائشة عن الحرير ، فقالت : ائت ابن عباس ، فسأله ، فقال : ائت ابن عمر . فسأله ، فقال : حدثني أبو حفص : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة .انتهى .
وهذا الحديث إنما أخرجه البخاري في المتابعات ، فللحديث عنده طرق غير هذه من رواية عمر وغيره . وقد رواه مسلم من طريق أخرى عن ابن عمرو وغيره . وقد رواه مسلم من طريق أخرى عن ابن عمر نحوه . ورأيت بعض الأئمة يزعم : أن البخاري إنما أخرج له ما حُمِلَ عنه قبل أن يرى رأي الخوارج . وليس ذلك الإعتذار بقوي ! لأن يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه باليمامة في حال هروبه من الحجاج ، وكان الحجاج يطلبه ليقتله لرأيه رأي الخوارج ، وقصته في ذلك مشهورة مبسوطة في الكامل للمبرد وفي غيره.
على أن أبا زكريا الموصلي حكى في "تاريخ الموصل" ، عن غيره : أن عمران هذا رجع في آخر عمره عن رأي الخوارج . فإن صح ذلك كان عذرا جيدا ، وإلا فلا يضرّ التخريج عمن هذا سبيله في المتابعات . والله أعلم .)انتهى من ابن حجر.
مقدمة فتح الباري لابن حجر ج1/210 ، قال : (خ 4 - حريز بن عثمان الحمصي . مشهور من صغار التابعين . وثقه أحمد وابن معين والأئمة . لكن قال الفلاس وغيره : أنه كان ينتقص عليا . وقال أبو حاتم : لا أعلم بالشام أثبت منه ، ولم يصح عندي ما يقال عنه من النصب .
قلت : جاء عنه ذلك من غير وجه ، وجاء عنه خلاف ذلك .
وقال البخاري : قال أبو اليمان : كان حريز يتناول من رجل ، ثم ترك . قلت : فهذا أعدل الأقوال ؛ فلعله تاب .!! وقال ابن عدي : كان من ثقات الشاميين ، وإنما وضع منه بغضه لعلي . وقال ابن حبان : كان داعية إلى مذهبه ؛ يُجتنب حديثه .
قلت : ليس به عند البخاري سوى حديثين ؛ أحدهما : في (صفة النبي صلى الله عليه وسلم) من روايته عن عبد الله بن بسر ، وهو من ثلاثياته . والآخر : حديثه عن عبد الواحد البصري عن واثلة بن الأسقع حديث : "من أفرى الفري أن يرى الرجل عينه ما لم تر .. الحديث).
وروى له أصحاب السنن .).انتهى من ابن حجر.
مقدمة فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج1/215 ، قال : (ع - شبابة بن سوار أبو عمرو المدائني . وثقه ابن معين وابن المديني وابن سعد وأبو زرعة وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم. وقال أحمد : كتبت عنه شيئا يسيرا قبل أن أعلم أنه يقول بالإرجاء . وقال ابن خراش : كان أحمد لا يرضاه ، وهو صدوق . وقال الساجي نحو ذلك ، وزاد : أنه كان داعية . وقال أحمد بن أبي يحيى ، عن أحمد بن حنبل : تركته للإرجاء !! فقيل له : فأبو معاوية كان مرجئا .فقال : كان شبابة داعية . وقال أبو حاتم : صدوق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به . وقال ابن عدي : إنما ذمه الناس للإرجاء ، وأما في الحديث فلا بأس به .
قلت : قد حكى سعيد بن عمرو البردعي عن أبي زرعة : أن شبابة رجع عن الإرجاء . وقد احتج به الجماعة .)انتهى.
وقال أيضاً في المقدمة ج1/221 : (خ - عبد الوارث بن سعيد التنوري أبو عبيدة البصري . من مشاهير المحدثين ونبلائهم . أثنى شعبة على حفظه . وكان يحيى بن سعيد القطان يرجع إلى حفظه . وقيل لابن معين : من أثبت شيوخ البصريين ؟ فعده منهم ، وقدمه مرة على بن علية في أيوب . ووثقه أبو زرعة والنسائي وابن سعد وابن نمير والعجلي وأبو حاتم ، وزاد : هو أثبت من حماد بن سلمة. وذكر أبو داود عن أبي علي الموصلي : أن حماد بن زيد كان ينهاهم عنه لأجل القول بالقدر .!! قال البخاري : قال عبد الصمد بن عبد الوارث : مكذوب على أبي ، وما سمعتُ منه يقول في القدر قط شيئا .
وقال الساجي : حدثنا علي بن أحمد ، سمعت هدبة بن خالد ، يقول : سمعت عبد الوارث يقول : ما رأيت الاعتزال قط . قال الساجي : ما وضع منه إلا القدر .
قلت : يحتمل أنه رجع عنه !! بل الذي اتضح لي أنهم اتهموه به لأجل ثنائه على عمرو بن عبيد ، فإنه كان يقول : لولا أنني أعلم أنه صدوق ما حدثت عنه ، وأئمة الحديث كانوا يُكَذِّبون عمرو بن عبيد ، وينهون عن مجالسته . فمن هنا اتُّهِمَ عبد الوارث . وقد احتج به الجماعة .)انتهى من ابن حجر.
ثم لخَّص ابن حجر آخر الفصل التاسع من مقدمته ج1/237 الأمر بما يلي ، فقال : (فصل : في تمييز أسباب الطعن في المذكورين . ومنه يتضح من يصلح منهم للاحتجاج به ، ومن لا يصلح .
وهو على قسمين : (القسم الأول) : من ضعفه بسبب الاعتقاد ، وقد قدمنا حكمه ، وبينا في ترجمة كل منهم أنه ما لم يكن داعية ، أو كان وتاب ، أو اعتضدت روايته بمتابع .
وهذا بيان ما رموا به :
فالإرجاء : بمعنى التأخير ، وهو عندهم على قسمين : -منهم من أراد به تأخير القول في الحكم في تصويب إحدى الطائفتين الذين تقاتلوا بعد عثمان .
-ومنهم من أراد تأخير القول في الحكم على من أتى الكبائر وترك الفرائض بالنار ، لأن الإيمان عندهم الإقرار والاعتقاد ولا يضر العمل مع ذلك .
والتشيع : محبة علي ، وتقديمه على الصحابة ، فمن قدَّمه على أبي بكر وعمر ، فهو غال في تشيعه ! ويطلق عليه رافضي ، وإلا فشيعي ، فإن انضاف إلى ذلك السب ، أو التصريح بالبغض فغال في الرفض ، وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشدّ في الغلو .
والقدرية : من يزعم أن الشر فعل العبد وحده .
والجهمية : من ينفي صفات الله تعالى التي أثبتها الكتاب والسنة ، ويقول : إن القرآن مخلوق .
والنَّصْب : بُغض علي ، وتقديم غيره عليه .
والخوارج : الذين أنكروا على علي التحكيم وتبرؤوا منه ومن عثمان وذريته وقاتلوهم ، فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغلاة منهم .
والإباضية منهم : أتباع عبد الله بن أباض .
والقعدية : الذين يزينون الخروج على الأئمة ، ولا يباشرون ذلك .
والواقف في القرآن : من لا يقول مخلوق ، ولا ليس بمخلوق .
.... (ثم قال) : (القسم الثاني) : فيمن ضعف بأمر مردود . كالتحامل ، أو التعنت ، أو عدم الاعتماد على المضعف لكونه من غير أهل النقد ، ولكونه قليل الخبرة بحديث من تكلم فيه أو بحاله ، أو لتأخر عصره ، ونحو ذلك . ويلتحق به ؛ من تكلم فيه بأمر لا يقدح في جميع حديثه ، كمن ضعف في بعض شيوخه دون بعض ، وكذا من اختلط ، أو تغير حفظه ، أو كان ضابطا لكتابه دون الضبط لحفظه ، فإن جميع هؤلاء لا يُجعل إطلاق "الضعف" عليهم ، بل الصواب في أمرهم التفصيل كما قدمناه مشروحاً بحمد الله تعالى .)انتهى المراد من ابن حجر.
ومع كل هذا ، لا يجدر بي أن أخلي هذا الموضوع من بعض ما يمكن أن يؤخذ على مخالفي مدرسة أهل البيت - - صلوات الله عليهم - في هذا الخصوص.
فهذا علي بن المديني .... مكانته لا تخفى عند مخالفي مدرسة أهل البيت ، وتغنينا شهرته عندهم عن بسط ترجمته ونقل ثنائهم عليه.!
ومع ذلك ، فإليك ما فَعل ، وما رُمي به...!! قال ابن الجوزي في كتابه "مناقب الإمام أحمد" ص390 ما نصه بالحرف الواحد : (ومن أقبح ما نُقل عن ابن المديني أنه روى لابن أبي دؤاد حديثاً عن الوليد بن مسلم ، كان الوليد أخطأ في لفظه منه ، فذكره لهم على الخطأ ليقوّي به احتجاجهم ، فكان ذلك مما أنكره عليه أحمد. أخبرنا عبدالرحمن بن محمد القزاز ، قال أنا أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا عيسى بن حامد القاضي ، قال ثنا أبو بكر احمد بن محمد الصيدلاني ، قال : ثنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله احمد بن حنبل إن علي بن المديني يحدث عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس عن عمر : "كلوه إلى خالقه". فقال أبو عبد الله : كذب !! حدثنا الوليد بن مسلم ما هو هكذا ، إنما هو : "كلوه إلى عالمه".
وقال أحمد : قد علم علي بن المديني أن الوليد أخطأ فيه ، فلمَ أراد أن يُحدِّثهم به يُعطيهم الخطأ ؟!! فكذَّبه أبو عبد الله .)انتهى
وفي ص393 ، قال : (أخبرنا عبدالرحمن ، قال : أنا أحمد بن علي ، قال : أنا العتيقي ، قال : ثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال : قال إبراهيم الحربي : كان علي ابن المديني إذا رأى في كتاب حديثا عن احمد قال : اضرب على ذا ، ليرضي به بن أبي دؤاد)انتهى
وذكر قبله في ص392 طعن علي ابن المديني في التابعي قيس بن أبي حازم – فيما يخص حديث الرؤية يوم القيامة – ، حيث قال فيه ما نصه : ( في هذا الإسناد من لا يُعتمد عليه ولا على ما يرويه ، وهو قيس بن أبي حازم ، إنّما كان اعرابياً بوالاً على عقبيه)انتهى.
قال هذا بعد أن وصله ابن أبي دؤاد بعشرة آلآف درهم ، وأمر أن يُدفع إليه جميع ما يستحق من أرزاقه ، وكان له رزق سنتين..!! فراجع.!
قال ابن الجوزي بعد هذه القصة : (قلت : وهذا إن صحَ عن ابن المديني فهو أمر عظيم ، لأنه إقدام منه على ما لا يُعلم خلافه ، فإن قيس بن أبي حازم من كبار التابعين ..... وقد روى عن خلق كثير من الصحابة ، ولم يعبه أحدٌ بشيء ، ومن فعل مثل هذا يُستحق الهجر.!!!)انتهى المراد من ابن الجوزي.
فما بال الباء التي عندكم تجرّ بعيراًَ ، أمّا التي عند غيركم فلا تُحرّك ساكناً ...!؟؟!!!!
ثم .. ما بالكم ترمون غيركم بالحجارة وبيوتكم من الزجاج ؟!!!!
فانظروا بما تُجيبون ، فهو جوابنا ...
والحمدلله رب العالمين ،،،
وصل اللهم على محمد وآل محمد الطاهرين
والشكر الجزيل لمن ساهم في تنسيق هذا الموضوع ، حتى خرج بهذا الشكل الجميل
مرآة التواريخ ،،،
روايتان صحيحتان سنداً.إحداها صدرت تقية والأخرى أدَّاها راويها بعد اختلاطه..ما الفرق؟!