للمشككين: هل التوسل بالأنبياء والأئمةيقتضي جعلهم في مقابل الله سبحانه ضرورة حتى يمنع؟
كاتب الموضوع
رسالة
خادم النبي
عدد المساهمات : 110تاريخ التسجيل : 04/02/2010
موضوع: للمشككين: هل التوسل بالأنبياء والأئمةيقتضي جعلهم في مقابل الله سبحانه ضرورة حتى يمنع؟ الخميس 25 فبراير 2010, 1:49 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري
دائماً نسمع من مانعي التوسّل بالمخلوق أن سبب المنع إنما لأن المُتوسـِّل جعل المُـتـَوَسـَّـل به في مقام الله - أعطاه مقاماً يضاهي مقام الله - والعياذ بالله ، فيكون من الشرك !
وتراهم يشحنون ردودهم بآيات وروايات ظاهرها وجوب إفراده سبحانه وتعالى بالدعاء والتوجه وطلب الحاجة و و و و ..دون غيره . فدلّ هذا في حسبانهم أن التوجه لغيره جل وعلاَ إنما هو مخالفة لتلكم الآيات والروايات وبالتالي الوقوع في الشرك ، عياذاً بالله .
لكن نقول - وبغض النظر عن مناقشة معنى الآيات والروايات - : - هل أن مطلق التوجُّه وطلب الحاجة من غير الله هو شرك به سبحانه وتعالى ، أو فيه تقييدات ؟!
- طبعاً ستأتيك الإجابة بـ "كلا" فليس مطلق التوجّه وطلب الحاجة هو شرك ، وإلا لخالفوا الضروري من حياة البشر ، وأوقعوا جميع الناس في الشرك ، ولا أظنهم سيلتزمون بهذا ..
ولكن هناك تقييدات !
فإن قيل : ما هي تلكم التقييدات ؟!
قالوا : التوسل والطلب والتوجه لغير الله الذي يوقع في الشرك إنما هو فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى .
فإن قلنا لهم : وهل هذه قاعدة كلية ، أم فيها تقييدات ؟!!
قالوا : بل هي قاعدة كلية .
قلنا : حسناً ، فما قولكم في الآيات التي تنص على أن القدرة على الإحياء والإخبار بالمغيبات وغيرها – التي هي من خصائص الله سبحانه وتعالى – قد ادّعاها نبي الله عيسى عليه السلام ؟!
سيكون جوابهم بعد تلعثم : نعم ، لقد أعطى الله نبي الله عيسى عليه السلام القدرة على الإحياء والإخبار ببعض المغيبات كما نصت عليه الآية الشريفة ، ولكن هي في حدود ، لا كما تطلقونه في أئمتكم وغيرهم !
قلنا : إذن باعترافكم ، فمثل هذه القدرات التي هي من خصائص الله تعالى قد تكون عند بعض مخلوقاته ، غاية ما هنالك انها في حدود كما تزعمون !
سيقولون : نعم .
قلنا : إذن رجعنا إلى القيد الذي منعتموه من جهة ، وأضفتم أن هذه القدرة إنما هي مُعطاة لهم من قبل الله ، لا من ذواتهم من جهة ثانية ! فنقضتم الكلية التي بنيتم عليها الحكم بالشرك على من ادّعى في أحد أمراً هو من خصائص الله تعالى بهذه السالبة الجزئية ! غاية ما هنالك انكم تجعلونها في حدود . وأثبتّم ان تلكم القدرات التي هي من خصائص الله كالإحياء والعلم ببعض المغيبات ونحوها ، لا ضير في ادّعائها لأحد مخلوقاته طالما اعتقدنا انها من قبله سبحانه وتعالى .
نقول : وهل تجد أحداً ممن ادّعاها في الأنبياء أو الأئمة خالف هذا المُعتقد يا قوم ؟!!
ضف إلى ذلك : ان اتكائكم على اتساع تلك القدرة وضيقها كما تحاولون الهرب به من إلزامكم بتناقضكم ، لا يؤخر في القضية ولا يُقدِّم ، طالما أثبتم وجودها في أحد المخلوقات ! وهو واضح بأقل تأمل !
فإن قلتم : إذن ماذا نفعل بالآيات والروايات التي في ظاهرها وجوب إفراده سبحانه وتعالى بالتوجه والطلب والدعاء ..إلخ ؟!!!
قلنا : أولاً : لا أحد يلتزم في توجهه للأنبياء والأئمة الدعاء الذي هو بمعنى العبادة .
ثانياً : لا منافاة بين تلكم الآيات وبين جواز بل ندب التوسل ببعض مخلوقاته – الأنبياء والأئمة - ، ذلك لأن التوجّه إليهم في التوسل والطلب هو من باب التوجّه إليه سبحانه وتعالى ، لأنهم الطريق إليه بلا إشكال . فلا تناقض .
فلم يبق لهم إلا التفريق بين المُتوسَّل به الحي والميت ، فيمنعون التوسل بالميت ، ولا يناقشون التوسل بالحي ، لا أقول يرضونه